الثلاثاء، 11 مارس 2025
فضفضة 78 @@@
"الشارع الطويل"**
كان الشارع الطويل،و المعروف محليًا بـ"الدندل او لحميدة"، شريان الحياة في مدينة مرزق القديمة. يمتد هذا الشارع من مدخل الباب الكبير حتى باب الشريعة، حيث يقع المدخل المؤدي إلى القلعة والجامع العتيق. لطالما كان هذا الشارع بمثابة القلب النابض لمرزق، حيث كانت الحياة تبدأ مع بزوغ الفجر وتخفت تدريجيًا بعد صلاة العشاء.
في الماضي، كان الشارع يعج بالحركة والنشاط، حيث كانت الأصوات المتنوعة للبائعين والبائعات تملأ الأجواء، إلى جانب أصوات محلات الحدادة وحركة الإبل والأغنام. لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور. تم إلغاء التجارة بحجة أنها شكل من أشكال الاستغلال، مما أثر سلبًا على حيوية الشارع. ومع افتتاح السوق الشعبي، عادت بعض الحياة إليه، لكنها لم تكن كما كانت من قبل.
مع ظهور المساكن الحديثة وتراجع أهمية السوق، فقد الشارع طابعه الحيوي تدريجيًا. بدأت أصوات الباعة تخفت، واختفت حركة الإبل والأغنام، وأخذت الحياة تتلاشى من مفاصل الشارع. تحولت مرزق إلى أحياء أخرى، تاركة الشارع الطويل خلفها كذكرى لحياة كانت في يوم من الأيام نابضة بالحيوية.
لقد كان هذا الشارع رمزًا للحياة اليومية في مرزق، حيث كانت تبدأ مع شروق الشمس وتنتهي مع غروبها. لكن مع تغير الزمن، أخذت الحياة تتشتت في أرجاء المدينة، تاركة الشارع الطويل وحيدًا، كشاهد صامت على حقبة مضت.
فضفضة 77@@@
فضفضة( 77 )--
"عندما نضع القانون، يجب أن نضع في اعتبارنا الغاية الأساسية منه: حماية المجتمع وصون العدل. القانون ليس مجرد كلمات تُكتب على ورق، بل هو أداة لتنظيم الحياة وضمان الأمن والاستقرار. ولكن ماذا يحدث عندما تصبح القوانين فضفاضة، غير محددة المعالم، وكأنها تُترك للاجتهادات الشخصية أو المصالح الضيقة؟
القانون الفضفاض هو قانون بلا هوية، قانون لا يعرف من يحميه ولا من يعاقبه. كيف يمكن أن نضع قانونًا بالتوافق مع من يفترض أن يحاسبه؟ كيف نجلس مع المجرم لنضع قانونًا يحكم أفعاله؟ هذا تناقض بحد ذاته. القانون يجب أن يكون صارمًا وواضحًا، يعكس مصلحة المجتمع ككل، وليس مصلحة فئة معينة أو فرد بعينه.
عندما نضع القانون، يجب أن نسأل أنفسنا: من هو صاحب المصلحة الحقيقي هنا؟ هل هو اللص الذي ينتهك حقوق الآخرين، أم المجتمع الذي يسعى لمكافحة اللصوصية وحماية أفراده؟ القانون الذي يُكتب ليرضي الجميع، في النهاية لن يرضي أحدًا. بل سيفقد هيبته ويصبح مجرد نص عاجز عن تحقيق العدالة.
لذلك، يجب أن نحرص على أن تكون القوانين صارمة وواضحة، تعكس قيم المجتمع وتحمي مصالحه، دون أن تترك مجالًا للتلاعب أو التأويل. لأن القانون الذي لا يحمي المجتمع، ليس قانونًا يستحق الاسم."
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)