الجمعة، 26 سبتمبر 2008

القناعة كنز لا يفنى


غربة قاسية تلفني برغم كل المعطيات الموجودة وعمل روتيني كقيد يثقل كاهلي , أدخلت يدي في جيبي أقلب في أركانه عن بقايا سيجارة , أشعلتها سحبت منها نفسا طويلا أجبرتني رداءة التبغ والتعبئة على أن القيها أيضا وأدوسها بشدة مفرغا فيها آلم داخلي وشعور بأنها قيد أضيف إلى جملة القيود التي تكبلنا بها العادات المكتسبة كما يسمونها ونحن ندعم هذه العادات اللعينة بربطها بفناجين الشاي والقهوة وجلسات النرجيلة الدخيلة .
ذكرني ذلك بقول لأحد الفلاسفة "إن حرية الإنسان لا تقاس بالأشياء التي يمتلكها ولكن بالأشياء والتي يمكنه أن يستغني عنها كذلك قال سيدنا علي كرم الله وجهه كعلاج لمشكلة الغلاء فقال قولته الشهيرة "أرخصوه بالترك" وهي تضرب واحدة من أهم قواعد الرأسمالية وهي قاعدة العرض والطلب , صممت أن تكون أخر سيجارة قد أوفق و ربما أتراجع عند أول منعطف عندما تحاصرني المشاكل من كل الجهات ولا أجد ما أفرغ فيه غضبي سوى هذه الرقيقة اللعينة أحاول دائما تفادي النظر للعلبة لكي لا أقراء هذه العبارة " التدخين مضر بالصحة ننصحك بالامتناع عنه " ركبت السيارة أدرت المحرك في انتظار أن يرتفع مؤشر الحرارة قليلا صوت
المذيع الرائع "عبد المجيد العكاري" يقدم أحدى أغاني فيروز الخالدة "القدس يا مدينة الصلاة يا زهرة المدائن".
تطور مذهل من الدواب بمختلف أنواعها وكان أمتنها الحصان وربما يعادل الطائرة كأسرع وسيلة مواصلات معروفة الآن ومصانع الشرق والغرب تقذف بالجديد كل يوم ليزيد قيد لحياة الإنسان أو ربما كما حولنا نحن السيارات إلى نعوش طائرة على الأرض وفواجع قتلة الحوادث لها كل يوم قصة محزنة .
ماذا لو يتحول النفط فجأة إلى ماء أو ينضب إن الحياة ستصاب بنكبة لا يعلم مداها إلا الله .
وجدت نفسي أمام الإشارة الضوئية الحمراء وقفت دقت الساعة العاشرة موجز الأنباء خبر عن عملية استشهادية في فلسطين السليبة في قلب القدس كم نتوق ليوم تعود فيه القدس السليبة لأهلها ويزدان المسجد الأقصى بالركع السجد والخبر الثاني من العراق عندها تفقد الكلمات معناها ويصبح الصمت أبلغ اللغات تضج السماء بشكوى الأقدام العارية والبطون الخاوية والأجسام المكدودة وكارثة وشيكة تكاد تحل بهذه الأمة الممزقة. عندها وصلت إلى السوق فكان التيار فد انقطع كم هي الكهرباء مهمة في حياتنا الحاضرة وترحمت على أيام لمبة الكيروسين خرجت هائما على وجهي استوقفني صديق طلب إيصاله إلى المصرف هناك ترقد النقود يالله كل تلك الأشياء بدون النقود هي لا شيء والنقود كما يقولون هي طريق كل الشرور فالناس تدور بينهم رحى الحرب والعداوات بسبب النقود قارون طغى عندما ملك منها القناطير المقنطرة " فالنقود والنفوذ " هي سبب كل مشاكل البشر, وقديما كان فرعون وحديثا هاهي زعيمة العالم الحر أمريكا خير مثال إنها إتحاد فرعون وقارون , ولكم جزيل الشكر .


السبت، 20 سبتمبر 2008

زمن الصمت

زمن الصمت
كالعادة مع بداية الخيوط الفضية الأولى التي تنير السماء , أقف في سياج المنزل أفتح صدري لنسيمات الصباح الأولى أمليء منها رئتي,ولكني أشعر بقلق على غير العادة ومائه سؤال وسؤال ثم ماذا؟ وهكذا كلما انتهي من كتابة مقالة أو قصة أو شيء مما أكتب,فأنت يا صديقي مكبل بقيود العادات فهي تكسو كل تصرفاتك مع الآخرين وربما حتى مع أبنائك وزوجتك كيف تحفظ توازنك وسط هذه اللجج كيف تكون أنت ولا تنشطر أو تنفصم كيف توائم بين هذه التناقضات, كيف تحافظ على رأسك على كتفيك؟ كيف تحافظ على هذه الشبكة العنكبوتية فوق كتفيك؟
كيف تقف علي هذه الأرض دون أن تقع وإذا وقعت كيف تنهض وتسير من جديد,كيف وأنت تبصر مساحة وطاحونة الظلم في العلم تتسع بأتساع الكرة الأرضية في ما يخفت صوت الحق وسط قيم الظلم فكما قال الشاعر قديما
محن الزمان كثيرة لا تنقض
وسروره يأتيك كالأعياد
ملك الأكابر فأسترق رقابهم
وتراه رق في يد الأوغاد
وصلت إلي بغيتي وقعت عيني علي أعلى مبنى جنوب مرزق وهو لا يزال يتحدى عوادي الزمن ويخرج لسانه لكل جديد في مرزق فلن يكون بجماله وعظمته "أنا قلعة مرزق كان لي شأن عظيم في سالف الأزمان"
ليتني أستطيع أن الملم شتات العمر المبعثر فوق أرصفة الضياع وفي زحمة الأيام والليالي ليتني أستطيع أن أعيد الثواني والدقائق الضائعة علي أبني هذا الذي يجلجل بالانهيار, هل الموت هو تحرير شهادة بالوفاة أم توقف عن العطاء أحيانا كثيرة أرى أموات يمشون!
يعيشون معنا نجالسهم و نخاطبهم نأكل ونشرب معهم أحيانا أحس المدينة عبارة عن أناس تغط في موت عميق وقبور تمش فكل رأس مقبرة,غريب هذا الذي يتصرم كرمال من بين الأصابع ويمض قطار العمر سريعا متجاوزا كل المحطات "لا زلنا نعاني سغب الصحراء والموتى والآم سيزيف, لازلنا حزانى في ضيق المكان نتحسر كيف يأخذ الموت الرجال" لازالت أحلامنا العنقاوية تموت وتبعث من رمادها كل يوم, ومن إذاعة شعبية مرزق يرتفع الأذان والصلاة مفتاح الجنة كما تعلمون كانت الجنة مأوانا جميعا وهنا أضع القلم وأقطع حبل الأفكار وشكرا .

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

كلام فى الشعر

كلام في الشعر
إن الشعر ليس غاية في ذاته إنما الغاية الأساسية للكتابة هو تحرير الإنسان وعتقه من رتبة القيود التي تشده إلي الخلف أو إلي الأرض إنه انطلاقة لانهاية له لذلك لابد له من أن يكون مستمرا ومتجدد لأنه يواكب الشعوب في حركتها الدءوبة وهي تسعى نحو الأفضل جارفة في طريقها كل ما من شأنه أن يعوق حركتها وهي تصنع تاريخها ومن هنا يكون دور الشعر فهو لا يجرد الأشياء ويرسمها فقط إنه يستنطق المشهد ويقفز خلف الصور وراء سواحل الأشياء إن الشعر لا يخضع دائما لمعايير حركة المجتمع ولكنه المحرض إنه الشيء المقلق دائما في الحياة والذي لا يكف عن طرح الأسئلة التي تستعص الإجابة عليها
إن ثقافة المجتمع هي التي تصنع حركته نحو هدفه الأسمى فضياع الهوية وعدم وضوح الهدف يجعل حركة المجتمع غير ذات قيمة إن تحديد شكل نهائي لحركة أي مجتمع يعني دائما الحكم عليه بالتوقف , وتوقف المجتمعات يعني أنها تتراجع هكذا حال الشعر إن لم يتقدم إلى الأمام فهو لا يراوح مكانه كمن يدير عجلة تولد الطاقة التي يعيش بها فإن توقف العجلة عن الدوران يعني سيره حتما نحو الذبول والانطفاء

السبت، 13 سبتمبر 2008

كل عام وانتم بخير

بخير تغيرت حياتنا بأشكال متعددة من جميع النواحي فبدلت أسماء الشوارع تغير الناس مظهرا و جوهر فكم من كريم خذل وهكذا صروف الدهر احد لها لاتنقضى من أصبه الكمد يوما لابد أن يذوق طعم السعادة فإذا ماتم أمر فان التغير لابد حاصل و كم من ملوك نافسوا فرعون ملكوا العباد والبلاد لم يبغى منهم سوى إطلال واسطر قليلة في سفر التاريخ العظيم وكم من أغنياء نافسوا قارون ولكنهم انتهوا إلي شحاذين يجوبون الشوارع فالعبرة بان تأخذ العبرة من الدروس المستفادة وان ننسي كل جميل نصنع ولكن لا ننسي الإساءة لأحد. إن بعد هذه السنوات من الثورة داخل الصندوق وتحول الكون إلي قرية واحدة وانفتاح الفضاء وقدوم كل شي من ألأعالي أصبح إنساننا يتخبط وسط ثقافة استهلاكية شعارها اشترى استهلك تدهورت القيم علي نحو فضيع فالبعض تغرب حتى النخاع وبعض الأخر تغول حتى الغابة و لبعض قابض علي الجمر فأنى بداية هذا القرن قرن التحولات الكبرى لحقبة مابعد الماركسية وسيطرت القطب الواحد قوة وثقافة وقيم مستخدما في ذالك كل الوسائل المشروعة و اللامشروعة، مطلوب من عقلائنا وعلمائنا ومشايخنا وثقافينا الوقوف دقيقة صمت وتفكير لكي يتم ضبط البوصلة في الاتجاه الصحيح نحو الهدف الاسمي الذي نصبوا إلية منطلقين نحو غدا نشق علي بصيرة وان نعلم أين نضع أقدمنا وسط عالم رجرج يمور بالفتن لا يرحم مستعد أن يطى و يطمن تحت قدميه كل من يقف في سبيل أطماعة . علينا أن نبتغى بين ذالك سبيلا إلى أصداقنا دون التخلي عن قيمنا وديننا .......!

الجمعة، 12 سبتمبر 2008

حي على الثقافة
هل الثقافة ترف زائد وتأتي بعد لقمة العيش؟ فالمجتمعات التي تقتات الثقافة هي التي قطعت أشواط بعيدة في إشباع حاجيات الإنسان ثم لم يعد لديها شي تفعله إلا أن يكون مجتمعها مثقفا أم أن الثقافة هي التي تعطي وأعطت الطاقة التي أمدت هذه المجتمعات إكسير الحياة للتفاعل والخلق والإبداع .
فمن أول الثقافة أم الرفاهية ؟ أم أن الثقافة تخلق الرفاهية ,أم الرفاهية تأتي بالثقافة أم هو نسيج واحد يتلازم أحدهما يوجد بوجود الأخر فكل منهما يدور في فلك الأخر فلا رفاهية بدون ثقافة و لا ثقافة بدون رفاهية, والرفاهية هنا ليست شي زائد وإنما هي الكمال الذي يسعى له الإنسان في كل ممن في الحياة كمال الخلق والخلقة الروح والجسد الحياة المادية والمعنوية.
إن الثقافة شي لا يمكن لمسه ولكن يمكن الإحساس بوجوده بوجود علاقات راقية بين البشر في المجتمع بوجود ذات مؤسسات تحترم الإنسان به تعامله على انه إنسان ليس رقم وليس ترس في آلة ,سيادة القانون والعدل بسيادة قيم الدين والأخلاق وإنزالها عن طريق هؤلاء البشر لتصبح هي الموجة لحياتهم وتفاعلهم مع بعضهم في شؤون حياتهم اليومية بإيجاد مجتمع نظيف يحترم البيئة المحيطة به ويحافظ عليها حماية لنفسه وللآخرين مجتمع أناسه يسعون للحصول على العلم وتسخيره لفائدة أوطانهم ومجتمعاتهم من طب وهندسة وعلوم وزراعة واقتصاد....الخ .
إن الحياة تستحق أن يعيشها الإنسان عندما تكتمل بكل معاني الخير والعمل على قتل الشر والأنانية في داخل كل شخص فينا إن الثقافة كما عرفها علماء الانتربولوجيا هي كل المعارف و المعتقدات والفن والقانون والأخلاق والعادات وأي قدرات أخرى اكتسبها الإنسان ويتناقلها أعضاء المجتمع بعينه هنا تكمن أهمية الثقافة فالفرد المثقف هو أكثر إحساس بإنسانيته وبأهمية هذه المشاعر وترجمتها في حياته إذا حي على الثقافة حي على الرفاهية .

الخميس، 11 سبتمبر 2008

إبليس وفرسان الجاهلية
منذ أن طرد جد الإنسان الأول من الجنة ولعنة الخطيئة تطارده,وإبليس أكبر رفقاء السوء قرينه.
لقد خلق الله ادم على صورته الآدمية هذه من طين لازب فأكمل صورته البشرية كأكمل ما يكون الخلق, ولكن إذا قيس بالملائكة فإنه أين منهم ذوي الأجنحة والأجسام النورانية.
إن الله قادر على خلق أدم من نور أو من لؤلؤ مكنون ولكنها حكمته أرادها وهي في لوح الأزل كتبت, أن يأمر إبليس بالسجود لأدم {وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكفرين *وقلنا يأدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}.
أخذه الكبر والعصبية وعصى الله عز وجل ثم كان من هبوط ادم على الأرض وطرد إبليس من الجنة وأمهله الله إلى يوم الدين فأذهب الله عبادة ستة ألاف عام عن كبر ساعة واحدة,وقطع إبليس على نفسه عهدا بأن يغوي الناس جميعا,إنهم أبناء ذلك الكائن الذي فضله الله وأمره بالسجود له فقال {رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين } وبهذا الحلف سارت البشرية الضالة ممتطية صهوة الكبر والعصبية متحدية الله بمعصية إبليس الأولى,من ذلك الحين حتى يرث الله الأرض ومن عليها,فكل الآثام والشرور والظلم والكبر هي مصيدة إبليس العظيمة ومكيدته الكبرى .
وكان أول أفعال الإنسان على الأرض قتل أخيه من أمه وأبيه عندما قتل قابيل أخاه هابيل نتيجة للحسد والبغضاء والحقد الأعمى {وأتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين*لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا باسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين*إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين *فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخسرين*}
فالإنسان دائما قرينه إبليس يحاول أن يوقعه في الشرك في الخطيئة مستعين بكل المغريات,ولكن رحمة الله أن سلحهم ضد كل المغريات لكي يقاوموا صنوف القهر والتركيع وفي النهاية ينتصر الحق الإلهي {يأيها الناس كلوا مما في الأرض حللا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وإن تقولوا على الله مالا تعلمون} إن الإيمان العميق هو الصخرة التي تتحطم فوقها كل صنوف الشهوات والإحساس بأن الله موجود في كل شيء وفي كل مكان وفي كل زمان يراقب ويحصي على الإنسان حركاته وسكناته وخلجات نفسه {وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ماتكسبون}. كذلك باب التوبة لم يوصد أمام من يدق عليه بيد الندم والتوبة الصادقة ,هكذا كانت رحلة الإنسان من الجنة إلى الأرض ثم سمو بالإنسان كلما مشى في طريق الهدى وابتعد عن طريق الضلال إنها رحلة الخطيئة الأولى ثم تاب الله على ادم ولكن بذرة الشر ظلت مغروسة في الإنسان {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له إتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد}
هكذا هو الإنسان برغم الصفح والإرشاد برغم الرسالات والرسل لا يزل يحصد ثمار الخطيئة منذ أن طرد جده الأول من الجنة وهو يحمل بداخله حلم العودة إلى الوطن يظل مسافرا يبحث عن الطمأنينة والاستقرار مطاردا من داخله, يشعر بضيق المكان يحمل حنين أبدي وظمأ إلى الأرض فمهما يأتلف من أرض وسموات وجنات على الأرض يظل حبه الظامئ إلى أمه الأولى الأرض أن يتحول إلى تراب ثم يعود يوم ينفخ في الصور إلى الفردوس المفقود حيث يشبع ذلك الظمأ الأبدي الوطن حتى ذلك الحين دمتم سالمين .

مدينة الاسوار

مر زق في كتب ألتاريخ مدينة جميلة يلفها سور مبنى من الطوب المحلى ، و لا تزال بعض من بقايا هذا السور شاهدة عليه وعلى الأيام ألغابرة وكان به ثلاثة أبواب تفتح صباحا وتقفل مساء وكأنها أبواب للزمن تدون نشاطها صفحه بصفحه يوما بيوم ،الباب الكبير من الجهة ألشرقيه الباب ألبحري أو باب خير من الشمال وباب القمقم من الغرب وكانت هناك ثلاثة أسوار أخرى من الجهل والفقر والمرض ومع ذلك ظل أبنائها يعملون ويتعلمون رغم شظف العيش وصعوبته

أن مدينة ألأسوار هذه كانت تفتح أبوابها للقادمين ألي السوق من جميع الاتجاهات وخاصة في الفترة من فبراير النوار حتى أكتوبر ألثمور حيث تتحول ألي سوق كبير يباع فيه كل شي من ألإبره حتى ألإنسان وفى نهاية الموسم يعود كلا من حيث أتى ,أن دروس التاريخ في هذا ألشأن تبرز للعيان عبر تاريخ ليبيا الطويل فمن ألأسبان وفرسان ما لطا ألي ألانجليز والطليان والأمريكان كلهم رحلوا والتاريخ لا يستقر حتى يعود الحال ألي ما يجب أن يكون عليه الحال * مر زق اليوم ليست مر زق ألأمس لا مجال للمقارنة لأن ألأمر لا يحتمل المقارنة ..لكن أسوار قوضت و أنى أتسال دائما"
هل كان صائبا إزالة كل ألأسوار؟ أن إزالة ألأسوار سمحت للغرباء بان يتسللوا ، وعوامل هدم دخلت بسهوله لتخرب كل شي جميل في حياة الناس ،إذا يا صديقي التقدم ليس خيرا مطلق و ألأسوار ليست شرا مطلق ،ولكن السور هل كل سيصمد أيام هذه ألأطباق والمحطات التي تقدم وجبات مختلفة فيها الغث الثمين أن الموضوع اكبر واخطر مما نظن ونحن في غفلة لا هون نتعامل مع
كل هذه ألأشياء بسذاجة مفرطة تنم عن فراغ معرفي وثقافي قد يمكن دوي ألنفوس ألسيئة من الوصول ألي أهدافهم بسهوله ،أذا أن قيم المجتمع في خطر تلك القيم ألتي ينبغي المحافظة عليها حتى لا.. يستطيع ألأخر أن يطمس فينا الدين والهوية * لنعد ألي مر زق و جانب أخر جميل كالفن سواء الغناء أو البناء فقد كان شي رائع وكان من ممكن أن يكون أكثر روعة لو وجد ألإنسان ألدى يتعامل معه بشفافية وعقلية تستطيع أن تهضم وتتمثل ثم تخرج لنا شي جديد أصله ضارب في القدم ،إذا لابد لنا من إعادة ألتقييم لكل شي في
حياتنا من التعامل مع المسكن إلي الحدائق وشق الطرق إلي المزارع والصحة والتعامل مع وسائل التقنية ألمتطورة من السيارة حتى جهاز الحاسب ومن ألطائرة حتى الصاروخ أيضا كبح جماح هذه المادية ألتي طغت علي الروح فقتلت فينا كل شي جميل حتى كاد ألإنسان أن يتحول ألي رقم جامد ،من قتل فينا الشعر ولوحه الجميلة فلماذا لا نصرخ (الله) أمام منظر شروق جميل أو وردة رائعة في حديقة جميلة أو طفل يقفز فرحا لم يعد يؤثر فينا أشي الجميل ،والأدهى أنه لم يعد يثير الاشمئزاز لدينا ألشى القبيح * غريب أمر مدينة الأسوار كان بها حتى عهد قريب علي الأقل ثلاثة حدائق بينما لا يوجد ألان حتى حديقة واحدة ، بل بعضها أصبح مكانها مباني خراسانية جامدة ، في الختام أن الثقافة والتعليم والدين إذا لم تتحول إلى سلوك حضاري في حياة الناس فلن تكون فائدة حتى لو كانت في القرن الحادي والعشرين ) فلنقف لحظة ونتأمل ، ولنا عودة لمدينة الأسوار * ولها منا كل الحب "


مرزق التي في خاطرى

مرزق في الذاكرة حواري وأزقة ومنازل متقاربة متلاصقة ومفتوحة بعضها على بعض كانت متاجر يتركها أهلها مفتوحة عندما يذهبون للصلاة في المسجد الحناشي وجامع الدُكر إلا عصى تدل على أنه مغلق ومخازن عبارة عن حيطان بلا سقف تلكم مرزق مدينة السرقة فيها حرام.
أيام الأعياد مرزق منازل مفتوحة الأبواب مشرعة وكل الناس تعرف كل الناس شعارهم السلام عليكم فعيب أن يتلاقى الناس دون إفشاء السلام,مرزق الأمس واحة للحب والأمن والفن تصدح فيها الألحان على شدو مغنيها وقدرة عالية على التكيف واستنباط وسائل للمعيشة تتلاءم مع صعوبة الحياة وصلابتها,مرزق في الذاكرة شباب لا يهدأ وفي الشتاء الكل في دراسته في مرزق وخارجها يطلبون العلم حيثما كان في الصيف تعود الطيور إلى واحتها وتتحول مرزق إلى خلية للنشاط المسرحي والرياضي والندوات المختلفة هذه مرزق التي أحببت أنا دائما أفتقد مرزق قي أماسي الصيف في رائحة الخبز الحار في التنور ونحن ننتظر أن تخرجه أمي حارا وشهي في الأعياد كثيرا ماأشتاق إلى مرزق في مولود مع الفجر تتسلمه الجدة مبروكة أو فاطمة وفي حفل الأسبوع يرفع في أذنيه الأذان مرزق أيام الميلاد وقراءة لقصة المولد في مسجد الهوانة والسهرة في الزاوية الإسلامية والعيساوية حتى الصباح وحفل جاء النبي والشيشباني والنقاية لكل لعبته ولكل صلاته وتسبيحه مرزق التي في خاطري في حفل ختان يكون الولد كأجمل ما يكون يوم الشباب ثم يأتي الطهار الرجل الذي يهابه كل الأطفال ثم تنهال قطع النقود من الأعمام والأخوال والأقارب والأصدقاء أما مرزق أيام الأعراس فهي سبع ليالي لكل يوم صفحة تكتب يوم العقد والحنة والتخمير والجهاز والزفة والصباح والدكدكة والكل يساهم النساء مع العروس والشباب مع السلطان والكبار في مجالسهم يتسامرون مرزق أيام القبلي عندما تعصف تلك الرياح الساخنة المحملة بالأتربة وكلا يبحث عن مأوى ليتقي وبالها مرزق الأمس واحة تحتفي بالقمر كل مساء وتستقبل بالبشر غدها مع كل شروق مرزق التي يلفها النخيل السامق من كل الجهات والمزارع التي تحيطها تنتج لتأكل مرزق ويفيض عن حاجتها واحة عطاء غير محدودة وفي الختام إليكم هذه الطرفة من النوادر التي أوردها أحد الكتاب وهي قصة مبالغا فيها ولكنه أوردها محمد بن عمر التونسي أن شيخ علم قدم لمرزق ليعلم فيها ولكنه لم يستطع تحمل حرارتها فقال إنه يستحيل على الموت مقدما فمرزق صورة حقيقية لجهنم فإن جهنم حارة وهذه البلاد حارة ولجهنم 7 أبواب ولمرزق 7 أبواب ماذا تريدونني أن أفعل في بلاد تشبه جهنم ونحن نقول في جهنم هنا ولدنا وسنبقى فيها ولن نفر من جهنم إلا إليها وسنصرخ بملء أفواهنا فلا شيء مقدس غير أن نهتف ضد الموت في وجه السكين والمسدس وغدا أعدكم بأنكم سوف تقرءون مرزق اليوم.
مرزق اليوم صفحة بيضاء برغم الندوب واللطخات التي علتها فلو تدركنا الموقف فقد نستطيع أن نكتب عنها غدا أشياء أجمل وأحدث من ماضيها فيا ليت تتكاتف الأيادي وتتحد المناكب ولنتحدث بلغة واحدة ولسان واحد وقلب واحد ويد واحدة تبني ويد تضرب بقوة على كل من يريد بمرزق سوء ولكم جزيل الشكر