الخميس، 11 سبتمبر 2008

مرزق التي في خاطرى

مرزق في الذاكرة حواري وأزقة ومنازل متقاربة متلاصقة ومفتوحة بعضها على بعض كانت متاجر يتركها أهلها مفتوحة عندما يذهبون للصلاة في المسجد الحناشي وجامع الدُكر إلا عصى تدل على أنه مغلق ومخازن عبارة عن حيطان بلا سقف تلكم مرزق مدينة السرقة فيها حرام.
أيام الأعياد مرزق منازل مفتوحة الأبواب مشرعة وكل الناس تعرف كل الناس شعارهم السلام عليكم فعيب أن يتلاقى الناس دون إفشاء السلام,مرزق الأمس واحة للحب والأمن والفن تصدح فيها الألحان على شدو مغنيها وقدرة عالية على التكيف واستنباط وسائل للمعيشة تتلاءم مع صعوبة الحياة وصلابتها,مرزق في الذاكرة شباب لا يهدأ وفي الشتاء الكل في دراسته في مرزق وخارجها يطلبون العلم حيثما كان في الصيف تعود الطيور إلى واحتها وتتحول مرزق إلى خلية للنشاط المسرحي والرياضي والندوات المختلفة هذه مرزق التي أحببت أنا دائما أفتقد مرزق قي أماسي الصيف في رائحة الخبز الحار في التنور ونحن ننتظر أن تخرجه أمي حارا وشهي في الأعياد كثيرا ماأشتاق إلى مرزق في مولود مع الفجر تتسلمه الجدة مبروكة أو فاطمة وفي حفل الأسبوع يرفع في أذنيه الأذان مرزق أيام الميلاد وقراءة لقصة المولد في مسجد الهوانة والسهرة في الزاوية الإسلامية والعيساوية حتى الصباح وحفل جاء النبي والشيشباني والنقاية لكل لعبته ولكل صلاته وتسبيحه مرزق التي في خاطري في حفل ختان يكون الولد كأجمل ما يكون يوم الشباب ثم يأتي الطهار الرجل الذي يهابه كل الأطفال ثم تنهال قطع النقود من الأعمام والأخوال والأقارب والأصدقاء أما مرزق أيام الأعراس فهي سبع ليالي لكل يوم صفحة تكتب يوم العقد والحنة والتخمير والجهاز والزفة والصباح والدكدكة والكل يساهم النساء مع العروس والشباب مع السلطان والكبار في مجالسهم يتسامرون مرزق أيام القبلي عندما تعصف تلك الرياح الساخنة المحملة بالأتربة وكلا يبحث عن مأوى ليتقي وبالها مرزق الأمس واحة تحتفي بالقمر كل مساء وتستقبل بالبشر غدها مع كل شروق مرزق التي يلفها النخيل السامق من كل الجهات والمزارع التي تحيطها تنتج لتأكل مرزق ويفيض عن حاجتها واحة عطاء غير محدودة وفي الختام إليكم هذه الطرفة من النوادر التي أوردها أحد الكتاب وهي قصة مبالغا فيها ولكنه أوردها محمد بن عمر التونسي أن شيخ علم قدم لمرزق ليعلم فيها ولكنه لم يستطع تحمل حرارتها فقال إنه يستحيل على الموت مقدما فمرزق صورة حقيقية لجهنم فإن جهنم حارة وهذه البلاد حارة ولجهنم 7 أبواب ولمرزق 7 أبواب ماذا تريدونني أن أفعل في بلاد تشبه جهنم ونحن نقول في جهنم هنا ولدنا وسنبقى فيها ولن نفر من جهنم إلا إليها وسنصرخ بملء أفواهنا فلا شيء مقدس غير أن نهتف ضد الموت في وجه السكين والمسدس وغدا أعدكم بأنكم سوف تقرءون مرزق اليوم.
مرزق اليوم صفحة بيضاء برغم الندوب واللطخات التي علتها فلو تدركنا الموقف فقد نستطيع أن نكتب عنها غدا أشياء أجمل وأحدث من ماضيها فيا ليت تتكاتف الأيادي وتتحد المناكب ولنتحدث بلغة واحدة ولسان واحد وقلب واحد ويد واحدة تبني ويد تضرب بقوة على كل من يريد بمرزق سوء ولكم جزيل الشكر








ليست هناك تعليقات: