كالعادة مع بداية الخيوط الفضية الأولى التي تنير السماء , أقف في سياج المنزل أفتح صدري لنسيمات الصباح الأولى أمليء منها رئتي,ولكني أشعر بقلق على غير العادة ومائه سؤال وسؤال ثم ماذا؟ وهكذا كلما انتهي من كتابة مقالة أو قصة أو شيء مما أكتب,فأنت يا صديقي مكبل بقيود العادات فهي تكسو كل تصرفاتك مع الآخرين وربما حتى مع أبنائك وزوجتك كيف تحفظ توازنك وسط هذه اللجج كيف تكون أنت ولا تنشطر أو تنفصم كيف توائم بين هذه التناقضات, كيف تحافظ على رأسك على كتفيك؟ كيف تحافظ على هذه الشبكة العنكبوتية فوق كتفيك؟
كيف تقف علي هذه الأرض دون أن تقع وإذا وقعت كيف تنهض وتسير من جديد,كيف وأنت تبصر مساحة وطاحونة الظلم في العلم تتسع بأتساع الكرة الأرضية في ما يخفت صوت الحق وسط قيم الظلم فكما قال الشاعر قديما
محن الزمان كثيرة لا تنقض
وسروره يأتيك كالأعياد
ملك الأكابر فأسترق رقابهم
وتراه رق في يد الأوغاد
وصلت إلي بغيتي وقعت عيني علي أعلى مبنى جنوب مرزق وهو لا يزال يتحدى عوادي الزمن ويخرج لسانه لكل جديد في مرزق فلن يكون بجماله وعظمته "أنا قلعة مرزق كان لي شأن عظيم في سالف الأزمان"
ليتني أستطيع أن الملم شتات العمر المبعثر فوق أرصفة الضياع وفي زحمة الأيام والليالي ليتني أستطيع أن أعيد الثواني والدقائق الضائعة علي أبني هذا الذي يجلجل بالانهيار, هل الموت هو تحرير شهادة بالوفاة أم توقف عن العطاء أحيانا كثيرة أرى أموات يمشون!
يعيشون معنا نجالسهم و نخاطبهم نأكل ونشرب معهم أحيانا أحس المدينة عبارة عن أناس تغط في موت عميق وقبور تمش فكل رأس مقبرة,غريب هذا الذي يتصرم كرمال من بين الأصابع ويمض قطار العمر سريعا متجاوزا كل المحطات "لا زلنا نعاني سغب الصحراء والموتى والآم سيزيف, لازلنا حزانى في ضيق المكان نتحسر كيف يأخذ الموت الرجال" لازالت أحلامنا العنقاوية تموت وتبعث من رمادها كل يوم, ومن إذاعة شعبية مرزق يرتفع الأذان والصلاة مفتاح الجنة كما تعلمون كانت الجنة مأوانا جميعا وهنا أضع القلم وأقطع حبل الأفكار وشكرا .
هناك 6 تعليقات:
كانت مرزق ذات يوم عاصمة الجنوب ، و مركز طريق القوافل لوسط افريقيا عبر الصحراء، و كان لها شأن كما ذكرت ، لا أدرى كيف أيامها الان ؟
عرض جميل لدوران الايام ، شكرا لك .
شكرا اخى gheriani نعم كانت مرزق ام حالها الان انى احيلك الى تدوينة عتواتها رحلة الى بلد العجائب فيها بعض اجابة وبعض التدوينات الاخرى با المدونة بها المزيد اتمنى ان تقرئها شاكر لك مرورك الكريم وكتايتك الرائعه رشاد
سلام أستاذ رشاد
كم يعجبني حبك لمرزق...
لان بالبفغل لا يوجد شئ اجمل حبنا مدننا التي ولدنا و كبرنا و عشنا فيهن ايام حلوه و مرة, وكذلك ندفن تحت ترابهن الذي لا يساوي شئ بعد عمر طويل لك استاذي لجميع القراء...
اشكرك للإيتاحة لنا هذه الفرصة لقرأت ما تكتبه
الاخت امانى كلتا نحب ملاعب الطفولة ومرابع الصباء ويتكشف دالك با البعد وايضا كل ما ازددنا ايغالا فى العمر صدفينى كل احلامى تدور فى مرزق القديمة والتى اهم اجزئها التهمهاالدل 9 عموما لكى شكرى كررى الزيارة رشاد
رشاد يبقى الجنوب مكان الحضارات العريقة في ليبيا..
سعيدة بهذا النقل
نتمنى أن تجلب لنا المزيد من الصور من مرزق من بعض الأثار أو تدون لنا تدوينة عن قلعة مرزق بالتفصيل هذا طلب مني اتمنى أن تلبيه لي أخي الكريم
سعيدة بهذا التواصل
مودتي
الاخت غيداء اشكر لكى مرورك الكريم وسوف انشر بعض الصور و الكتابات وقد انقل تدوينات سابقة وعن القلعة تحديدا توجد تدوينة سابقة اتمنى ان تعودى اليها اما عن الصور فيمكن ان تزورى هده العناوين flickr.com/photos/rashad60 Or picasa webalbums-rashad اخت غيداء اتمنى ان تجدى مايسرك شكرا لكى مرة اخرى اقدر جهدك و تفانيك رشاد مرزق
إرسال تعليق