الثلاثاء، 28 يوليو 2009

تابع .... غارة على مرزق1941


في معركة لم يكن لليبيين فيها ناقة ولا جمل ولكنها دارت فوق أرضهم وذاقوامنها الويلات وخاصة مناطق الشمال الشرقي ولكن الجنوب لم يكن بمنئي عن تلك الأحداث فقد زج با المئات من ابنائه
بعد تجنيدهم فى أتون هذه الحرب وأيضا شنت الغارة على قراه الآمنة .
فهذه الغارة التي سوف أتحدث عنها باختصار شديد ولكني سوف أفصل في مقالات لاحقة فقد شنت على مرزق إبان الاستعمار الايطالي خلال الحرب العالمية الثانية .
إن مرزق عاصمة فزان هذه الواحة الوادعة والمحاطة بالرمال والتي تقع وسط فزان فهي تبعد عن جبهات القتال ألاف الأميال , فقد اعتبرتها إيطاليا سماء آمنة ومحمية طبيعية ومحصنة ضد الغارات. لذلك اتخذتها قاعدة إمداد خلفي للقوات الإيطالية التي تخوض حرب ضد قوات التحالف على الحدود المصرية الليبية ونتيجة لموقعها فهي ليست محمية بأعداد كافية من الجنود مما جعلها لقمة سائغة بأيدي القوات المهاجمة في تلك الغارة حيث غادرت القاهرة في يوم 27/12/1940 من قاعدة العباسية وحدة خاصة عرفت بوحدات المسافات بعيدة المدى وقد كونت خصيصا لمثل هذه العمليات خلف خطوط العدو, انطلقت هذه الوحدة المكونة من عدد 24 سيارة وعدد 80 رجلا يرافقهم اثنان من العرب ثم انضم إليهم عدد 10 جنود من ما عرف بوحدة فرنسا الحرة عند الحدود التشادية فقد كانت وجهتهم وهدفهم تحديدا تدمير ومهاجمة القلعة والمطار بمرزق وفي مهمة محاطة بالسرية التامة تحت قيادة الماجور "بات كليتون" وقارئ الخرائط "مايكل ستيوارت" وقد قطعت مسافة قدرت بحوالي 1200 ميل من الصحراء المفتوحة .
والجدير بالذكر هنا إن الرحالة والدارس "كيت كونستابيل ماكسويل" قد قام برفقة زميل له يدعى "ريتشارد" وذلك في العام 2006 برحلة تتبع بها سير العملية من مصر حتى مرزق وقد نشر تفاصيل الرحلة على موقعه على الانترنت ويعود له الفضل بمعرفتي بهذه القصة وبعد اتصالي به أرشدني إلى زميل له يدعى "كونو غروس" والذي أبدى استعداد منقطع النظير للمساعدة وأمدني بمعلومات مهمة عن الغارة .
وبالعودة إلى الغارة ففي يوم 8 أكتوبر 1941ف أخذت القوات المتمركزة بمرزق على حين غرة وقد تم تدمير مخازن الذخيرة والمحروقات وتدمير الطائرات وأسر الطيارين الموجدين بالمطار شرق مرزق وهو غير بعيد عن المعسكر الذي تعرض للهجوم الرئيسي بقيادة الماجور كليتون وقتل في تلك المعركة آمر المعسكر وتم أسر باقي الجنود الموجودين بداخله وقد حققت تلك الحملة نجاحا باهرا وذلك لدقة التخطيط وعنصر المباغتة الذي أربك الوحدات الإيطالية وفي طريق انسحاب تلك الوحدات فقد قامت بالإغارة على قاعدة تراغن وتم تدميرها وأسر الجنود الموجودين بها ثم انسحبت الوحدة باتجاه الجنوب نحو تبستي على الحدود التشادية حيث تسيطر القوات الفرنسية وتم إصلاح وصيانة المعدات ثم العودة نحو الكفرة ومنها إلى الأراضي المصرية مرة أخرى وقد كان لهذه الغارة نتائج وتفاصيل أخرى سوف أتبادلها في مقالات قادمة ولكن أهم تلك النتائج هو إجبار الطليان لسحب أعداد من قواتهم وإخراجهم من المجهود الحربي الرئيسي لحماية وحداتها وموقعها على طول وعرض الأرض الليبية تحسبا لأي غارة في أي مكان, وفي الختام أهيب بمصلحة الآثار والأهالي بالعمل على الحفاظ على هذه الأماكن وعدم العبث بها أو تغيير معالمها والتي أصبحت جزء من تاريخ وذاكرة هذه البلد وربما العالم اجمع هذا وقد ذكر لى الاستاذ ابراهيم السنوسى بشير ان بقايا حطام الطانرات كانت موجودة بجانب المطار حتى عهدا قريب وقد اكد ذلك الحاج الدردير ابراهيم علوة والدى عاصر تلك الفترة ولكن لااحد يعرف الان اين اختفت تلك الهياكل وهذا يؤكد اهمية الحفاظ على هذه الشواهد .. وفي الختام شكري وتقديري للأخوة الذين أمدوني بالمعلومات والصور لهذه الحملة واخص بالذكر kuno Grosse والذي بدوره يقوم بإعداد كتاب عن المواجهة التي حدثت للقوات المنسحبة من مرزق عند منطقة جبل الشريف ونتائجها , كذلك الكاتب Peter Clayton الذي سمح لي بالاستفادة من كتابه عن المعركة والذي استند فيه إلى مذكرات والده قائد تلك الحملة و السيد .Kit Con. Maxwell هذه المقالة نشرت على صفحات صحيفة رسالة الصحراء ةهى صحيفة محلية تصدر بمرزق تشرف عليها المؤاسسة العامة للصحافة مؤاخرا ضمن مجموعة الصحف المحلية

هناك تعليقان (2):

صلاح الدين يقول...

أود أن أعبر لك عن شكري الخالص لإهتمامك بتاريخ بمدينة مرزق العريق

rashad يقول...

اخى صلاح الدين لاشكر على واجب ولكن شكرى لمرورك و تعليقك تحياتى
رشاد