الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012
الجرد
رجل كهل في العقد السادس من عمره منضبط في عمله يأتي كل يوم على تمام السابعة وثلاثون دقيقة يفتح المخزن ويأخذ القفل يعلقه أمام الباب ثم يذهب إلى المكتب بعد أن تدخل أولى الشاحنات للتفريغ والأخرى لتحمل السلع للتوزيع, ثم يدخل المكتب ويضع المفتاح في درج المكتب يتأكد من قفله يضع المفتاح في جيبه يطلب سجل الحضور وقهوة الصباح يسأل عن الأحوال ليلة الأمس تأتيه الإجابة كل شيء على مايرام أين الحرس ذهبوا إلى وحداتهم وهكذا يستمر العمل يوما يلحقه يوم فأسبوع فشهر فسنة حتى يحين موعد الجرد السنوي وتكون المفاجأة عندما يقوم بجرد مخازنه ودفاتره يجد كمية من الفاقد في كثير من السلع عندها يفقد صوابه يذرع للغرفة جيئة وذهابا كيف حصل هذا ومتى كل شيء خلال النهار يمشي كالساعة وتحت نظره فكر ثم فكر ثم فكر لم يصل لشيء خرج من المكتب أخذ الأقفال من مكانها وضعها في أماكنها أحكم إقفالها وغادر, سلم على الحرس أمام الباب وغادر وقد أسودت الدنيا في وجهه ماذا أقول لن يصدقني احد لن يصدقني احد لن يصدقني احد هذه العبارة التي ظل يهذي بها طوال الليل.
وفي الصباح عاد إلى العمل كالعادة كانت عيناه محمرة لم يغمض له جفن أين ذهبت البضاعة ياترى هل سرقها حتى وصل واتجه نحو الباب كالعادة ولكنه انتبه لشيء لم برع بالأمس كمية من الدقيق مبعثرة بالمدخل لم تكن يوم أمس عندها شك ولكنه لم يصدق شكوكه هل احدهم سرق المخزن ولكن كيف, ذهب إلى مركز الشرطة وقدم بلاغ عن سرقة من المخزن أخذ الضابط بشكواه و طلب منه يستمر في العمل كأن شيئا لم يكن وتمت مراقبة المخزن ليلا وكانت النتيجة أن المجموعة المكلفة بالحراسة تقوم بسرقة مستمرة من المخزن ولكن كيف يتم ذلك دون أن يعرف وبقليل من الضغط اعترف أحدهم بأنهم احضروا مجموعة من الأقفال تشبه التي تستخدم في الإقفال ثم يقوموا بتغيير الأقفال عندما تترك معلقة أمام الباب ويتم إخفاء الأقفال الحقيقية فيقوم المسئول بقفل الأقفال الأخرى لأنها لا تقفل باستعمال المفاتيح ويغادر فيقومون هم بفتحها وسرقة المخزن ثم إعادة وقفل الأقفال الأصلية لكي يأتي المسئول عن المخزن ليفتحها في اليوم التالي ويعلقها أمام المخزن وهكذا كل ليلة حتى موعد الجرد اى حساب نهاية العام
(قصة حقيقية )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق