الثلاثاء، 1 يوليو 2025
فضفضة80 @ هل انتهى زمن الحريات؟
رغم أن الحرية المطلقة ليست ممكنة، كما أن الطغيان المطلق لا ينبغي أن يكون، إلا أن كليهما يُقاس بحدوده. فلا حرية تُجيز انتهاك حقوق الآخرين، ولا طغيان يجب أن يستمر دون رقيب أو محاسبة. لكن الواقع يشير إلى تراجع شامل وسريع في كل المساحات، خاصة في فضاء الحريات، الذي بدأ يضيق بشكل متسارع لا يكاد يتوقف.
المؤسف أن مكاسب الحريات الأساسية التي انتُزعت من قلب الطغيان، بدأت تُستباح بسهولة منذ أحداث 11 سبتمبر. فقد تحالفت وسائل الإعلام مع السلطة، وتم قمع كل صوت مخالف تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، وجرى تجاوز القوانين وكسر الأنظمة بقسوة مفرطة. وأصبح من يُوصَف بالإرهاب كمن يُهدَر دمه كما كانت تفعل القبائل في العصور الغابرة، دون محاكمة أو رحمة.
لقد شهدنا فظائع أبو غريب وغوانتنامو، وما يجري الآن في غزة وأوكرانيا، وغيرها من بؤر الألم الإنساني، حيث القمع أصبح أداة لكسر كل صحوة جديدة للضمير، خاصة تلك التي ولّدها انكشاف الحقيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
اليوم، تنهار روايات طالما فرضها اللوبي الصهيوني على الإعلام الغربي، وتنكشف حقيقة الكيان الصهيوني الغاصب، مما أحدث صدمة فكرية في الوعي الغربي، وأعاد طرح القضية الفلسطينية التي طُمست لعقود طويلة، كقضية مركزية في ميزان العدالة الإنسانية.
أما العالم العربي والإسلامي، فمع الأسف، لم يعد حتى في مرتبة التابع، بل تراجع إلى حالة من العجز لا تستحق حتى الشفقة. ومع ذلك، يبقى في الأفق شعاع أمل، يتمثل في مقاومة الشعب الفلسطيني، الذي يضرب أروع الأمثلة في الصبر والثبات والتضحية.
ما يحدث الآن يعيد تشكيل خريطة العالم، ولكن بلغة الحديد والنار، وبلون دماء الشهداء. ولله الأمر من قبل ومن بعد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق