الجمعة، 26 سبتمبر 2008

القناعة كنز لا يفنى


غربة قاسية تلفني برغم كل المعطيات الموجودة وعمل روتيني كقيد يثقل كاهلي , أدخلت يدي في جيبي أقلب في أركانه عن بقايا سيجارة , أشعلتها سحبت منها نفسا طويلا أجبرتني رداءة التبغ والتعبئة على أن القيها أيضا وأدوسها بشدة مفرغا فيها آلم داخلي وشعور بأنها قيد أضيف إلى جملة القيود التي تكبلنا بها العادات المكتسبة كما يسمونها ونحن ندعم هذه العادات اللعينة بربطها بفناجين الشاي والقهوة وجلسات النرجيلة الدخيلة .
ذكرني ذلك بقول لأحد الفلاسفة "إن حرية الإنسان لا تقاس بالأشياء التي يمتلكها ولكن بالأشياء والتي يمكنه أن يستغني عنها كذلك قال سيدنا علي كرم الله وجهه كعلاج لمشكلة الغلاء فقال قولته الشهيرة "أرخصوه بالترك" وهي تضرب واحدة من أهم قواعد الرأسمالية وهي قاعدة العرض والطلب , صممت أن تكون أخر سيجارة قد أوفق و ربما أتراجع عند أول منعطف عندما تحاصرني المشاكل من كل الجهات ولا أجد ما أفرغ فيه غضبي سوى هذه الرقيقة اللعينة أحاول دائما تفادي النظر للعلبة لكي لا أقراء هذه العبارة " التدخين مضر بالصحة ننصحك بالامتناع عنه " ركبت السيارة أدرت المحرك في انتظار أن يرتفع مؤشر الحرارة قليلا صوت
المذيع الرائع "عبد المجيد العكاري" يقدم أحدى أغاني فيروز الخالدة "القدس يا مدينة الصلاة يا زهرة المدائن".
تطور مذهل من الدواب بمختلف أنواعها وكان أمتنها الحصان وربما يعادل الطائرة كأسرع وسيلة مواصلات معروفة الآن ومصانع الشرق والغرب تقذف بالجديد كل يوم ليزيد قيد لحياة الإنسان أو ربما كما حولنا نحن السيارات إلى نعوش طائرة على الأرض وفواجع قتلة الحوادث لها كل يوم قصة محزنة .
ماذا لو يتحول النفط فجأة إلى ماء أو ينضب إن الحياة ستصاب بنكبة لا يعلم مداها إلا الله .
وجدت نفسي أمام الإشارة الضوئية الحمراء وقفت دقت الساعة العاشرة موجز الأنباء خبر عن عملية استشهادية في فلسطين السليبة في قلب القدس كم نتوق ليوم تعود فيه القدس السليبة لأهلها ويزدان المسجد الأقصى بالركع السجد والخبر الثاني من العراق عندها تفقد الكلمات معناها ويصبح الصمت أبلغ اللغات تضج السماء بشكوى الأقدام العارية والبطون الخاوية والأجسام المكدودة وكارثة وشيكة تكاد تحل بهذه الأمة الممزقة. عندها وصلت إلى السوق فكان التيار فد انقطع كم هي الكهرباء مهمة في حياتنا الحاضرة وترحمت على أيام لمبة الكيروسين خرجت هائما على وجهي استوقفني صديق طلب إيصاله إلى المصرف هناك ترقد النقود يالله كل تلك الأشياء بدون النقود هي لا شيء والنقود كما يقولون هي طريق كل الشرور فالناس تدور بينهم رحى الحرب والعداوات بسبب النقود قارون طغى عندما ملك منها القناطير المقنطرة " فالنقود والنفوذ " هي سبب كل مشاكل البشر, وقديما كان فرعون وحديثا هاهي زعيمة العالم الحر أمريكا خير مثال إنها إتحاد فرعون وقارون , ولكم جزيل الشكر .


هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

نعم ماذا لو يتحول النفط الئ ماء او ينضب ستصاب الحياه بنكبه لا يعلم مداها الا الله
نعم هذا ما احس العراقيون به فجاه يوم توقف تصدير النفط اثر العقوبات الاقتصاديه التي فرضت عليه لغزوه الكويت. حينها علم الجميع ان ما كان يجعجع به الحكام وهما وسراب وان هي الا ايرادات النفط التي تسير البلد وماعداه استهلاك

rashad يقول...

نعم فنحن نستهلك فقط شكرا د محمد