الثلاثاء، 16 يونيو 2009
اعادة قراءة مدينة الاسوار
مر زق في كتب ألتاريخ مدينة جميلة يلفها سور مبنى من الطوب المحلى ، و لا تزال بعض من بقايا هذا السور شاهدة عليه وعلى الأيام ألغابرة وكان به ثلاثة أبواب تفتح صباحا وتقفل مساء وكأنها أبواب للزمن تدون نشاطها صفحه بصفحه يوما بيوم ،الباب الكبير من الجهة ألشرقيه الباب ألبحري أو باب خير من الشمال وباب القمقم من الغرب وكانت هناك ثلاثة أسوار أخرى من الجهل والفقر والمرض ومع ذلك ظل أبنائها يعملون ويتعلمون رغم شظف العيش وصعوبته
أن مدينة ألأسوار هذه كانت تفتح أبوابها للقادمين ألي السوق من جميع الاتجاهات وخاصة في الفترة من فبراير النوار حتى أكتوبر ألثمور حيث تتحول ألي سوق كبير يباع فيه كل شي من ألإبره حتى ألإنسان وفى نهاية الموسم يعود كلا من حيث أتى ,أن دروس التاريخ في هذا ألشأن تبرز للعيان عبر تاريخ ليبيا الطويل فمن ألأسبان وفرسان ما لطا ألي ألانجليز والطليان والأمريكان كلهم رحلوا والتاريخ لا يستقر حتى يعود الحال ألي ما يجب أن يكون عليه الحال * مر زق اليوم ليست مر زق ألأمس لا مجال للمقارنة لأن ألأمر لا يحتمل المقارنة ..لكن أسوار قوضت و أنى أتسال دائما"
هل كان صائبا إزالة كل ألأسوار؟ أن إزالة ألأسوار سمحت للغرباء بان يتسللوا ، وعوامل هدم دخلت بسهوله لتخرب كل شي جميل في حياة الناس ،إذا يا صديقي التقدم ليس خيرا مطلق و ألأسوار ليست شرا مطلق ،ولكن السور هل كل سيصمد أيام هذه ألأطباق والمحطات التي تقدم وجبات مختلفة فيها الغث الثمين أن الموضوع اكبر واخطر مما نظن ونحن في غفلة لا هون نتعامل مع
كل هذه ألأشياء بسذاجة مفرطة تنم عن فراغ معرفي وثقافي قد يمكن دوي ألنفوس ألسيئة من الوصول ألي أهدافهم بسهوله ،أذا أن قيم المجتمع في خطر تلك القيم ألتي ينبغي المحافظة عليها حتى لا.. يستطيع ألأخر أن يطمس فينا الدين والهوية * لنعد ألي مر زق و جانب أخر جميل كالفن سواء الغناء أو البناء فقد كان شي رائع وكان من ممكن أن يكون أكثر روعة لو وجد ألإنسان ألدى يتعامل معه بشفافية وعقلية تستطيع أن تهضم وتتمثل ثم تخرج لنا شي جديد أصله ضارب في القدم ،إذا لابد لنا من إعادة ألتقييم لكل شي في
حياتنا من التعامل مع المسكن إلي الحدائق وشق الطرق إلي المزارع والصحة والتعامل مع وسائل التقنية ألمتطورة من السيارة حتى جهاز الحاسب ومن ألطائرة حتى الصاروخ أيضا كبح جماح هذه المادية ألتي طغت علي الروح فقتلت فينا كل شي جميل حتى كاد ألإنسان أن يتحول ألي رقم جامد ،من قتل فينا الشعر ولوحه الجميلة فلماذا لا نصرخ (الله) أمام منظر شروق جميل أو وردة رائعة في حديقة جميلة أو طفل يقفز فرحا لم يعد يؤثر فينا أشي الجميل ،والأدهى أنه لم يعد يثير الاشمئزاز لدينا ألشى القبيح * غريب أمر مدينة الأسوار كان بها حتى عهد قريب علي الأقل ثلاثة حدائق بينما لا يوجد ألان حتى حديقة واحدة ، بل بعضها أصبح مكانها مباني خراسانية جامدة ، في الختام أن الثقافة والتعليم والدين إذا لم تتحول إلى سلوك حضاري في حياة الناس فلن تكون فائدة حتى لو كانت في القرن الحادي والعشرين ) فلنقف لحظة ونتأمل ، ولنا عودة لمدينة الأسوار * ولها منا كل الحب "
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق