الخميس، 5 مارس 2009

الطبق

الطبق
الطبق هو كل شئ تغطى به الأشياء، كان يضع من سعف النخيل وأسلاك العرجون الجاف،يتنوع الطبق في أحجامه وألوانه أجملها الطبق القطروني ويمتاز بالدقة وروعة الزخرف كان تستخدم هذه الأطباق في تغطية الأواني لمنع وصول الأذى إليها من أتربة وحشرات، كما تستخدم لتقديم الأطعمة المختلفة كالتمر و(القلية) وهي عبارة عن قمح محمص.
أما أطباقنا الآن فهي مصنوعة من فولاذ أو ألياف زجاجية وتستخدم لاستلام البث القادم من الأعالي،ومعروف أن تدفق المعلومات هو في اتجاه واحد، كلنا نعرفه من الشمال إلى الجنوب،وهو تقسيم سياسي وليس جغرافي، أي من العالم الأول إلى الثالث، أو من العالم المتقدم إلى العالم المتخلف،والتعريف الأخير هو الحقيقي .
إن هذه الأطباق بدأت بشكل متنافر وخاصة في مناطق الجنوب نظرا لكبر حجمها فهي أكبر من 2.20م وبذلك بدت في غاية البشاعة والتنافر ولكنها لابد منها.
أما ما تقدمه فهذا شيء يصعب حصره والحديث عنه، فالغث والسمين ،الجيد والهابط، لغط كثير ثرثرة كثيرة،وهز وسط ولكن جعجعة ولا طحين .
أما عن إذاعتنا الموقرة فهي كطفل يحبو وسط عالم من العمالقة ولو أنها محتشمة وهذا أروع ما فيها،وتحسن طفيف بدأ يبدو على برامجها ولكنها في حاجة إلى دعم ومراسلين حتى نصبح نقول عن صدق الخبر هل شاهدته أو سمعته في إذاعة الجماهيرية بدل إذاعة لندن، على العموم بعد مضي أكثر من عقد من الزمان على هذه الثورة الفضائية وما حملته هذه السنوات من تحولات حاسمة، فانهار جدار برلين و انهيار الإتحاد الروسي وتفكك حلف وارسو،وتشكلت عواصم جديدة ودول جديدة، وبروز منطق جديد وسيادة خطاب واحد وهو خطاب العضلات المفتولة،والبلطجة السياسية والنفاق السياسي والانبطاح بداعي الواقعية، بذلك فقدنا أقصد"العرب" بلا تخصيص (الهوية،الأرض،الأموال،الكرامة)ولم يبقى شيء يستحق البكاء عليه،فإذا كانت عشر سنوات أحدثت فينا هذا الخراب فماذا سيكون عليه الحال عام 2020ف،على العموم لو امتد العمر وكان بالكأس بقية قد نلتقي لنقيم وضعنا فربما نصحو قبل فوات الأوان.
كما أني أود أن أفرق بين الرفض المطلق لهذه الأشياء والاستخدام المقنن لها،إن ما أدعو إليه هو تسليح أبنائنا وهو الجيل الذي سيكون ضحية هذه الملهاة المؤسفة،يجب أن يمتلك هذا الجيل،القدرة على التمييز والتحليل ورفض الأشياء التي لا تتسق مع قيمه ومبادئه،وأخذ الجيد من كل ما تقدمه ثقافة الغرب.
وصنوا هذه الأطباق العنكبوتية العالمية الإنترنت والتي حولت العالم إلى قرية كبيرة تستهلك السيارة والحاسوب والهمبورجر ومساحيق التجميل والسجائر والخمور،وتجارة الجنس والدعارة وأفلام هوليود،هذا هو عالم الغد الذي تبشر به الشركات العابرة للقارات،التي هي أكبر وأغنى من دول بحالها،وهي جشعة تلتهم كل الشركات المثيلة لها،لتبقى وحيدة تحكم العالم،هذا هو النصف الفارغ من الكأس.
أما النصف المملوء،فهو التطور العلمي المذهل من الهندسة الوراثية وعالم الحاسوب والمواصلات والإتصلات والطب وعلم النفس والاجتماع والتربية والآداب والفنون والزراعة وآخرها علوم النانو ،ولكن إنفلات هذه العلوم من ربقة القيم قد يخلق شيء أشبه بالايدز والسارس والاستنساخ والقنبلة الذرية وحرب النجوم،وأمثال بوش وشارون وأناس رأسها كطلع الشياطين.
إن من يحكم العالم هي قوة أمريكا وهيمنة الثمانية العظام،أما الباقي فهم عبارة عن مستهلكين،تكمن أهميتهم كونهم سوق يستهلك،أو جنود يقاتلون ويموتون،وكلاب حراسة وعمال للأعمال الوضيعة،إن العالم مقسم بين الرجل الخارق سوبرمان والرجل الفقير البورمان وما بينهما آلات وتروس،تدور وتدور ومن يتعطل أو يتحطم يستبدل بغيره وبعد العراق،لا عزاء للضعفاء.

ليست هناك تعليقات: