الخميس، 24 ديسمبر 2009

مدرسة الراس الابتدائية......


طرق سمعي صوت امى أتيا من بعيد (رشاد) كاننى في قاع جب عميق بدأت رويدا اصعد حتى فتحت عيني وأزحت الغطاء عن وجهي نعم ,انهض إنها السابعة .كان البرد قارسا إنها أجواء الصحراء فى شهر يناير تلك الأيام فركت عيني لاطرد ماتبقى من نعاس و اتجهت نحو المطبخ فى نهاية البيت وجدت الماء الساخن بالسطل و بالسطل الأخر به الماء البارد لكى اخلط الماء غسلت يداي تم بدأت اتوضى للصلاة .
أكملت و اتجهت الى الغرفة مرة اخرى بسرعة ارتديت ملابسي قمت بعد الكتب التي أريدها ان لاتكون ثقيلة لاامر يجول فى نفسى ,حزمتها معا ثم مررت بالمطبخ قطعة من البسكويت وكوب الحليب .
مسرعا الى الشارع باتجاه المدرسة خطوة الى الأمام و خطوتان الى الخلف كل شياطين الدنيا تلهو فى راسي (سوف تجد الأستاذ احمد فى انتظارك بعصاه عصا الزيتون السوداء التى لازال طعمها على يديك و مفاصل أصابعك لاانك لم تتمكن من حل الواجب لن يغفر لك عدم فهمك سوف يقوم بنتف شعر راسك تم يلقى به فى وجهك وسيجعلك وسيلة للاستهزاء سوف يوقفك فى نهاية الفصل و يديك الى أعلى ثم يجلسك فى صفة الحمير اهرب ( داقرو ) أمامك لن يصل إليك احد كانت هده السيمفونية الجنائزية ترافقني من البيت حتى المدرسة و صلت فناء المدرسة بعد تردد دخلت اتجهت الى الفصل تفحصت المدرسين عن بعد استاذ الحساب نعم انه هناك دخلت الفصل وضعت كتبي على النافدة لم اذهب الى مقعدي بعض الطلاب يحولون فى الوقت الضائع تسجيل هدف فى مرمى الاستاذ فى محاولة يائسة لحل التمرينات تفاديا للعقاب .
عدت الى الطابور الصباحي وقفت هناك تقدم أستاذ الرياضة تمرينات الصباح المعتادة المرجحة العمودية و المرجحة الأفقية ثم تصفيق مع الدوران ,وقوف الشعارات (حرية ,اشتراكية ,واحدة)
رفع الراية تزداد دقات قلبي يكاد يغادر صدري اعتقد ان المدرسة كلها تسمع صرخاته خدر يسرى فى ساقي تكاد تخدلنى أفكر فى العصا هذا البرد القارس يداى المتجمدتان من البرد لا اقل من عشرة جلدت خمسة لليد الوحدة عدد الأصابع .
دخلت الفصل أجرجر قدماي اتجهت صوب النافدة اخدت كتبى و قفزت خارج الفصل أطلقت ساقاي لريح (قف ,قف )صوت الاستاذ لكنى لم اعد اسمع او أرى تحولت كلى الى قدمين بالكاد تلامسان الأرض هاربا نحو بحر داقرو حيث النخيل المتشابك و الرمال لن يستطيع ان يعيدني احد الى المدرسة اليوم و غدا يوم جديد ولى رب كريم و شلحتى ملحتى كلت عشاي فى كريشتي ودمتم فى سلام ,,,,
..(داقرو هى بحيرة و حولها الرمال و النخيل المتشابك تشبه الى حد ما قبر عون الا انها الان قد جفت وماتت اعداد كبيرة من نخيلها جنوب الزوية قريبة من مدرسة الرأس مدرستي التى رغم من كل شياء احن لتلك الأيام فيها لقد تركتها للمدرسة الإعدادية بعد نجاحي فى امتحانات الدور الثانى بعد حرماني مع مجموعة من الطلاب لكثرة الغياب وقد طبق القرر الدى صدر نهاية العام الدراسى فى الدور الاول باثر رجعى تم صحح و سمح لنا بدخول الدور الثاني و نجحت و تركة المدرسة و مدرسيها الدين أكن لهم كل التقدير و الاحترام رغما عن كل شي صنعوه ...,,,

هناك تعليقان (2):

عابد يقول...

رائع رشاد وانت تنقل لنا صور وانماط وتاريخ وسيرة جنوبية .. سلمت يداك

rashad يقول...

شكرا دكتور عبدالقادر وسلمت يدك ايضا