الجمعة، 14 نوفمبر 2008

كابوس


أجرجر أقدامي واسمع رجع الخطى متجه
في ممر طويل يؤدي إلى حجرة للجلوس ألقيت بنفسي على أحد المقاعد في ركن الحجرة لقد أصبحت كيس من العظام في داخلي قلب يؤرقني ويقلق راحتي واحمل بين كتفي شبكة عنكبوتيه من الأفكار المتقاربة أصبحت "يأس حتى الخواء" أؤدي عمل روتيني رتيب بين جدران هذا المبني البارد تأكل مني الأيام والسنون أذوب وأدوي مع كل أصبع من الطباشير يلفظ أنفاسه بين أصابعي منذ ثمانية عشر عاما كنت في أوج شبابي عندما تخرجت في الجامعة ودخلت لهذا المبنى مليء بالآمال والحيوية اقترب أحد الزملاء "رشاد" كررها مررا عندها أفقت من شرودي الطويل ماذا بك؟ أجبت لاشيء تهربت أصر رشاد إني أعرفك أفتح قلبك تحدث ، أنا كمن يسبح عكس تيار جارف رغم المجهود المضني أحسن أنني في نفسي المكان أو ربما تراجعت وبشيء من الحماسة أجاب الزميل أنه هذا الكابوس الأسود الذي يحيل الربيع برغم وروده إلى صحراء قاحلة والسماء برغم الصحو تبدو مكفهرة ملبدة بالغيوم إنه يا صديقي يحيل الجنة نار تلظى دع عنك اليأس وانفض عنك غبار التردد وحلق من جديد إن أصعب شيء علي الإنسان إعادة يوم رحل من حياته أو إيقاف عقارب الساعة ومنعها من الدوران أو وقف انصرام أيام وسنين العمر إن للزمن دورته وللحياة نهايتها وتذكر هذا الحديث " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا" واعلم أن يدا المنون تتربص بك وكذلك أذرع الحياة مفتوحة فحلق مادمت قادرا على التحليق وأصدح مادمت قادرا على الغناء قبل أن يوهن الدهر أجنحتك ويصبح الغناء مستحيل لم أعده بشيء لكني أحاول ثم سأحاول ودمتم بسلام .

ليست هناك تعليقات: