السبت، 10 أكتوبر 2009

كلام فى القصة


من الفنون القديمة قدم الإنسان على هذه البسيطة ومحاولته فهم ما يدور حوله من ظواهر طبيعية من رياح ورعود وبروق وموت وولادة وما يدور بداخله من عواطف من كره وحب, ومن عواطف متضاربة .فقد عمل الإنسان على تفسير هذه الظواهر من هنا ولدت الأسطورة وهي عادتا محاولة غير واقعية لتفسير الواقع وجعله ممكن الفهم والتعايش معه ووضع فلسفة له فظهر الغول والعنقاء والجن وخرافات الأجداد مليئة بهذه الأشياء في محاولة للاقتراب من الأشياء وفلسفتها وكانت بعض هذه الأشياء حقيقية وبعضها وهم كامل .
ولكن مع تقدم الحياة وترقي الحضارة الإنسانية وظهور العلوم المختلفة ترقى هذا الفن وتطور لكي يكون مفسرا للواقع ومعايشا له
فبدئت تتبلور القصة بشكلها الحالي والذي لم يصل حتى اللحظة إلى نهايته والتي ربما لا يصلها فهو يتطور بتطور الحياة وتغيرها
وقد رئينا الآن شكل من القصة القصيرة جدا قصص عقلة الإصبع والتي تعتمد على تكثيف اللغة حدا يصل أقصى درجات التكثيف .
وقد برزت القصة كأحسن ما يكون القص في القرآن الكريم وقد قال تعالى "نحن نقص عليك أحسن القصص" مخاطبا الرسول الكريم وذلك في رواية وأخبار الأقدمين لأخذ العبرة والاستفادة البشرية .
وقد تطورت القصة لتصبح من أوسع الفنون الأدبية انتشارا فهي تختزل في حياة شخوصها سوى أن كانوا من الواقع أو من الخيال
وتنقل عبر إحداثها تجارب تعبر عن ما يجول في داخل كاتبها وداخل حياة شخوصها تتقدم أزمان وأعمار في عمل يغطي صفحات تقرئها في ساعات وربما تقدم لك تكثيف للحظة تجعلها لك وكأنها الدهر كله وهذا يعتمد على العمل القصصي ومضامينه وما يود قوله .
إنشخوصه وتصوير انفعالاتهم ورصد ردود أفعالهم تجاه الحياة وسياق الأحداث التي تدور فيه القصة وقد برع بعض الكتاب في رسم شخصياتهم حتى تظن أنها حقيقية عاشت وأذكر باختصار والكاتب العربي الليبي الكوني والكاتب السوري حنا مينه ...الخ وبراعة الكاتب في تنسيق تفاصيل القصة حتى الوصول بها إلى الذروة ثم حلحلت هذه الخيوط للوصول إلى النهاية المطلوبة واستخلاص العبرة من تلك القصة,لذلك يجب عدم الاستهانة بهذا النوع من الفن الأدبي والعناية به والعناية بالكتاب الليبيين الذين يجيدون هذا الفن ونشر أعمالهم لما لها من تأثير إيجابي والعمل على تشجيع القراءة وتحويل هذه الأعمال إلى الأعمال الأكثر حداثة كالمسرح والتلفزيون والإذاعة .
ومن عناصر القصة "الحادثة" أي موضوع القصة ذاتها فهو شيء مهم فكلما كان الموضوع أقرب إلى الواقع وحياة الناس كلما كان أكثر وأعمق تأثيرا, "الشخصيات" كلما برع الكاتب في رسم شخصياته كلما جعلها أكثر تأثيرا ومصداقية إلى درجة يظن أن هذه الشخوص حقيقة بلحمها ودمها, "البناء القصصي" هو ما يجعلك عندما تبدأ قراءة قصة ما لا تستطيع أن تتوقف حتى تنتهي منها فهي تنزلق بك من حدث لآخر دون أن تشعر بتنقلك من زمن لآخر مع ترابط واتساق إنها فن حقيقي له أساليبه من التداعي أو السرد أو الإسقاط وغيره من الأنماط, "المكان" وهو المسرح الذي تدور عليه أحداث القصة وهو يوظف ليخدم القصة دائما ويراعى هنا أهميته في القصة ليتم التوسع فيه أو فقط الإشارة إليه, "زمن القصة" دائما يراعى هنا أن يخدم القصة وان لا يكون عامل إضعاف لها فيجب أن يوظف بشكل جيد حسب الأهمية كالمكان "السرد والحوار" وهي لغة القصة وتوظف اللغة والأساليب البلاغية وفن القص لكي يكون السبك جيداهذا با اختصار امل ان لا يكون مخل ,ودمتم بسلام .

ليست هناك تعليقات: